مــر حــبــًا بكم في صحيفة الفهرس الإلكتروني بمركز مصادر مدرسة الخليل بن شاذان للتعليم الأساسي

آخـر الأخـبـار

سياسة الخصوصية

تواصل معنا

أحدث المواضيع

Wikipedia

نتائج البحث

الأربعاء، 18 مايو 2022

القهوة والأدب المقاهي الأدبية من القاهرة إلى باريس

اسم الكتاب: القهوة والأدب المقاهي الأدبية من القاهرة إلى باريس.
المؤلف:جيرار جورج لومير.
المترجم: د. مي محمود.
قراءة: فهد الحراصي.
تمثل القهوة حضورا قويا في المشهد الاجتماعي وليس أقل منه كذلك في المشهد الثقافي إذ كان ارتباطها بالثقافة والأدب ارتباطا قويا فقد كانت تدور الحوارات الأدبية  كما تدور كؤوس القهوة وفناجينها في المقاهي التي أخذت صفة الأدب ومن تناول موضوع العلاقة بين القهوة والأدب الكاتب الفرنسي (جيرار جورج لومير١٩٤٧-٢٠١٧ ) تناول في كتابه أشهر المقاهي الأدبية  في بلاده فرنسا ومصر والجزائر والمغرب  وفي هذه الأسطر أقدم قراءة مختصرة لكتابه الذي أطلق عليه  (القهوة والأدب المقاهي الأدبية من القاهرة إلى باريس).
*ظهور القهوة*
يذكر الباحث عدة أقوال في ظهور القهوة منها قصة الراهب الذي أبصر أغناما بهن من النشاط ما يثير الانتباه فأخذ الراهب من تلكم الشجرة يطعمها وهذه الرواية ساقها الرحالة الإيطالي (فوستو فيرون) وبنفس هذه الطريقة في ظهور القهوة ذكر الكاتب (ريشار بردلي) القصة إلا أنه استبدل الراهب براع للغنم وأما بالنسبة لظهور القهوة في البلاد العربية فمعظم الروايات تروح وتغتدي  جهة اليمن وأن شراب القهوة كان يتخذ كمنشط لإتمام الأوراد لبعض الفرق  الصوفية في عدن كما يتحدث الجزيري  الذي استوثق من صحة هذه الرواية من عند القاضي وجيه الدين العلاوي، وكما أن القهوة عانت في العالم الإسلامي في بداية ظهورها  بين محلل ومحرم لها لم تكن القهوة أقل معاناة في دخولها لأوروبا حيث كان الأطباء وأهل الصيدلية يتوجسون منها حيث«تطلب مرور عقود من السنين لكي يصل الترحيب محل عداء العطارين والأطباء  »
وأما عن دخول القهوة للقسطنطينية  فيعتقد المؤرخ العثماني إبراهيم باشوي  أنها دخلت إليها عن طريق تاجرين سوريين هما حكيم وشمس في عام ١٥٥٥م في فترة حكم سليمان الأول وفتحا منزلين يقدمان فيهما شراب القهوة ويظهر من كلام الباحث أن زبائنهم كانوا من مختلف الفئات من ضباط وقضاة وغيرهم ويرجح الباحث أن دخول القهوة إليها لم يمر دون ردود أفعال عدائية وأعمال عنف من قبل المعارضين لشراب القهوة.
*صورة المقاهي*
لم تكن الصورة التي تتناقل عن المقاهي التي تقدم القهوة  بتلك البراءة فقد تم استخدامها لأغراض تتنافى مع القيم والدين والأخلاق حتى وصل الأمر بغلقها بأمر من مراد الرابع على أثر حريق وقع في المدينة اتهمت فيها المقاهي بأنها السبب في ما جرى بسبب المحتوى الذي تقدمه كما يروى ذلك المؤرخ التركي (رياد أكرم كوصو) ولم يكن حظ المقاهي بأحسن حالا في زمن محمد الثاني فقد أمر بحرق المقاهي لأنه ارتاب من دورها السياسي والنقاشات التي  تدور فيها  والمؤمرات التى تحاك ضده.
*مقهى سيرافيم*
من ضمن أشهر المقاهي التركية مقهى سيرافيم وهو مقهى يجتمع فيها الكتاب والمثقفون   وغيرهم وكان حديثهم القضايا السياسية والأدبية  والفنون  خصوصا في ليالي شهر  رمضان   وكان من أشهر الكتاب الذين يرتادون المقهى نامق كمال،وعزيز بك وسيد أفندي وغيرهم ويصف الباحث هذا المقهى قائلا:«إنه حقا مكان مميز ورصين والجميع يتجنب التحدث بصوت  عال» ويواصل الباحث حديثه عن مرتادي المقهى «ولا يأتي أحدهم إلى المقهى إلا بما يليق من الملابس»، ويتضح لنا أن شهر رمضان وفصل الشتاء كانا من أكثر الأوقات التي تزدهر فيها المقاهي بروادها خصوصا بعد صلاة التروايح، ويحدث أن يستدعى صاحب المقهى في شهر رمضان أحد الشعراء الذين ينظمون لغزا يكتب عى قطعة من الورق يعلق على على صندوق فوق باب الدخول ثم يكشف الشاعر عن حل هذا اللغز في نهاية الشهر الكريم، وتختلف أنواع الأشعار المقدمة في هذه المقاهي منها أشعار الحب  ومنها الأشعار الساخرة أو السوداوية«وقد تشكل مادة التنافس بين الشعراء المختلفين الذين يحرصون على الاشتراك في تأليف عمل جماعي عفوي »«وتتجلى السمة الهجائية لهذه الأشعار بوضوح عندما يتبادل اثنان من الشعراء حوارا من سؤال وجواب يتطور ويزداد حدة مع تصاعد نبرة الحديث بين الغريمين حتى يصل الأمر إلى العراك بالكلام إن لم يكن بالأيدي فيهرع صاحب المقهى أو فنان آخر إلى التفريق بينهما ».
*مقاهي القاهرة*
عندما يصل الباحث لمقاهي القاهرة يجعل من نجيب محفوظ مادة ومرشدا لمقاهيها التي استلهم منها نجيب محفوظ روايتها التي كتبهاوبثها بين الناس، ومن بين هذه المقاهي مقهى زقاق المدق ذلك المقهى الذي«رسم فيه خياله مشاهد رواية زقاق المدق » بل إن محفوظ يتحدث بأن هو من أطلق اسما لإحدى المقاهي التي يتردد إليها وهو مقهى عبدو ويعلل ذلك بقوله :«لم أعد أتذكر اسمها الحقيقي » أما مقهى عرابي فكان محفوظ يزوره في كل خميس في طريق زيارته لوالدته وكانت تدور في هذا المقهى نقاشات حادة ويشارك فيها محفوظ بكلام ساخر ويرمي بكلامه الجارح وتعليقاته اللاذعة «وفي هذا المقهى رسم محفوظ شخوص روايته الكرنك في عام ١٩٧١ مستمدا منه تفاصيل الفضاء الذي التقت فيه مصائر  هذه الشخصيات»، وأما بالنسبة لمقهى  الفيشاوي فكان لهو دوركبير  في تاريخ الأدب المصري حيث كان يقصده محفوظ  ويستمتع بما يدور فيه من روح الدعابة التي تميز بها القاهريون.
*مقاهي الأسكندرية*
كان لمقاهي الأسكندرية نصيبها من ارتياد نجيب محفوظ لها «وكان المقهى الذي يجتذبه أكثر من غيره مقهى بترو» وهو نفس المقهى الذي يلتقي فيه بتوفيق الحكيم وكان للجالية اليونانية مقهى يعدونه كأنه مقر رئيس لهم وهو مقهى باسترودي وهو ذات المقهى الذي كان قسطنطين كفافي يقرأ فيه أشعاره على الجمهور.
*المقاهي الفرنسية*
ينقل لنا الباحث عن قسطنطين صاحب (مذكرات محب للحياة) :«الفضل في نشوء الصحف الفرنسية السياسية يعود وبالتحديد إلى فترة انتشار المقاهي العامة »ويتحدث باحث آخر في مجلة (ديوجين) :
«المقاهي أسهمت في ارتقاء الفكر في الحياة الحضرية »
وبشكل عام نستطيع القول بأن :المقاهي في فرنسا كانت صالونات مفتوحة للأدب والشعر والنقد والمناظرات والمناكفات السياسية ومراكز للمعارضة السياسة حتى وصل الأمر بالحكومة الفرنسية أن تزرع الجواسيس في المقاهي الفرنسية بأمر من القائد العام للشرطة الباريسية، ولشدة جاذبية المقاهي لأهل الثقافة والأدب  عمدت المكتبات بفتح فروع لها  في المقاهي أو بالقرب منها، وتوثق إحدى الكتب الصادرة في عام ١٨٠٣ الصورة الباذخة التي تطل المقاهي الباريسية من مرايا وثريات ومرمر وغيرها، والحقيقة أن الباحث أطنب في ذكر المقاهي الفرنسية ولعل من أشهرها مقهى فولتير وفرانسوا الأول ومقهى بركوب ذلك المقهى الذي وصف بأنه حيادي وكان مقصدا للشخصيات «الأكثر شهرة والأكثر أصالة» وكان تدور فيه النزعات الكلامية والنقاشات الحادة والحقيقة بأن هذه المقاهي لم تكن جميعها بنفس التوجه والمحتوى الذي تقدمه حتى ليصل الأمر في مقهى تابوري أن رواده «ينتقلون فيه كالظلال» ويمنع فيه التدخين «ولم يكن أحد يجرؤ على إزعاج صف القراء الصامتين الجالسين على امتداد زجاج النوافذ ».
*من طرائف المقاهي*
ومن طريف ما ذكره الكاتب أثناء حديثه عن مقاهي القاهرة حضور رجال جمال عبد الناصر لأحد المقاهي التي كان يتردد إليها نجيب محفوظ وكان الرجل الموكل إليه بالحضور «ينتفض عند سماعه أسماء كافكا أو بروست وإلى مصطلحات مثل الواقعية والحداثة أوغيرها من لغة الأدب التي لم يكن يفقه شيئا منها  »بل والأطرف  من ذلك أنه كان يطلب من محفوظ أن يساعده في كتابة التقرير الذي سيرفعه إلى الجهات المختصة حتى انكشف أمره وتم طرده
وختاما نستطيع القول أن  الباحث قدم صورة واضحة المعالم عن كواليس المقاهي التركية  والفرنسية وبعض المقاهي العربية إلا أنه  لم يتطرق أبدا إلى بقية  المقاهي الأوربية لغاية هو أدرى بها.

الـمـشـاركـات الشائعة - صحيفة الـفـهـرس الإلكتروني

 

عــن الــمــدون - صحيفة الفهرس الإلكتروني

الاشتراك في خدمة RSS من صحيفتنا

ادخــل بريدك الإلـكـتـرونـي:

تأكيد البريد الإلكتروني بعد الاشتراك

حـقـوق النشر محفوظة لصحيفة الـفـهـرس