تحقيق

سلطنة عمان – وزارة التربية والتعليم – المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة

مدرسة الخليل بن شاذان للتعليم الأساسي للبنين ( 5-12)

تحقيق صحفي حول ظاهرة التخريب المدرسي وأثرها على التحصيل الدراسي

فكرة الطالب / محمد بن سالم السليمي  : – الصف : 11/4 -  بمدرسة الخليل بن شاذان .

المقابلات الميدانية الطالب : الخطاب بن عمر السعدي – الصف : 11/5 – بمدرسة الخليل بن شاذان .

التدقيق اللغوي: بدر بن سليمان السريري – معلم لغة عربية– بمدرسة الخليل بن شاذان .

يعتبر سلوك العبث في الممتلكات المدرسية وتخريبها من قبل بعض الطلاب ظاهرة عالمية، لم يتم التوصل إلى جميع أسبابها بعد، كما لم يتم التمكن من معالجتها والسيطرة عليها، برغم فرض بعض العقوبات على مرتكبيها، لكن من الواضح أن مسؤولية الحدّ منها تقع على البيت والمدرسة والمجتمع جميعا. 

يعمد طلاب المدارس إلى العبث بالممتلكات المدرسية خلال الدوام المدرسي وبعد الانصراف منه ، وتختلف مظاهر هذا العبث بين الشدة والضعف،  فأبسط حالات التخريب تتمثل بالكتابة والرسوم على الطاولات والجدران لتصل إلى أوجها بتكسير الأثاث والأدوات الكهربائية ودورات المياه ولوحات الإعلانات وتخريب سيارات المعلمين وحافلات نقل الطلبة والطالبات وغيرها من الممتلكات، ما ينجم عنه إتلاف بعض الممتلكات وتحميل الدولة وزر ونفقات إصلاحها وتعديلها، فضلا عن تشويه المظهر العام للمدرسة ومقتنياتها وإظهارها بصورة غير حضارية .

وتمتد مظاهر العبث والتخريب في الممتلكات المدرسية على طول مراحل التعليم المختلفة , ومن الواضح أن ظاهرة التخريب المدرسي تبلغ شدتها في الحلقة الثانية من التعليم الأساسي ، بحسب الإحصائيات والدراسات النفسية ، حيث تلعب التغيّرات البيولوجية والنفسية والعقلية في هذه المرحلة العمرية (المراهقة) دورا مهما في تطوّره ولا سيما مع ضعف أو غياب التخطيط الأسري والمدرسي والمجتمعي . 

العوامل المؤدية إلى ظاهرة تخريب أثاث المدرسة :

العوامل النفسية :

تبدأ ظاهرة التخريب أيا كان نوعها وحجمها وأثرها وزمنها بعوامل نفسية لدى الطالب فتأثر الطالب بمحيط تخريبي يساعد على نمو هذه الظاهرة كما أن تسيد بعض الطلبة وحبهم للظهور والتفاخر والعلو أحد العوامل النفسية المساعدة في انتشار هذه الظاهرة أيضا كبت الطلبة في البيت والمدرسة وتعامل بعض الفئات مع الطلبة بغلظة وقسوة دون إبداء أسباب ومبررات وكذلك أيضا عدم شعور الطالب بانتمائه للمدرسة وعدم الاهتمام بآرائه أو احترام لوجهات نظره أو وجود خلل إداري في المدرسة قد يكون أحد أسباب انحراف الطلاب والطالبات .

العوامل الأسرية :

التربية الصحيحة تبدأ من الأسرة وتنطلق من أحضانها والتوجيهات الأسرية لها قدر عال من الاحترام والتقدير بين الأفراد وهي اللبنة الإصلاحية الأولى والمحك القيمي الأسمى وقد تظهر انعكاسات التربية الأسرية على الأبناء (ولا يشترط أن تكون الأسرة المرجعية الدائمة لما يقوم به الأبناء من تخريب كما يزعم كثير من التربويين) وذلك من خلال:

تعامل الأسرة مع الأبناء من قهر وكبت غير فيتجه الطالب نحو التخريب في المدرسة أو خارج إطار البيت لأنه يرى في ذلك متنفسا له أو ربما عدم تزويد الأسرة الطفل بكثير من المبادئ والقيم التي توجه سلوكه في مسار صحيح .

المجتمع :

عدم تقدير المجتمع للإنجاز الذي يقوم به الفرد وقسوته في التعامل معه يعكس مزيدا من التخريب وانتشار بعض السلوكيات غير المرغوب فيها التي لم يجد معها رادع ولا زاجر .

آراء بعض المعلمين والطلاب

 حول ظاهرة التخريب المدرسي وأثرها على التحصيل الدراسي

الحدود المكانية : مدرسة الخليل بن شاذان للتعليم الأساسي للبنين ( 5- 12 ) .

الحدود الزمانية : من تاريخ : 21/2/2016م إلى تاريخ : 24/2/2016م .

الحدود الموضوعية : ظاهرة التخريب المدرسي وأثرها على التحصيل الدراسي .

الأعضاء المشاركون في التحقيق الصحفي :

(ظاهرة التخريب المدرسي وأثرها على التحصيل الدراسي)  

1 – سالم بن سليمان الجابري : أخصائي مصادر تعلم .

2 - سعود بن هلال السليمي  :  أخصائي اجتماعي .

3 – هلال بن علي الخنجري  : معلم أول تربية إسلامية .

4 – أحمد بن خالد الحضرمي : الصف / 10/4

5 – الحسين بن علي الريامي  : الصف / 10/4

6 – الخطاب بن عمر السعدي : الصف /  11/5

7 – أحمد بن محمد الرواحي : الصف / 11/ 5

8 – محمد بن سالم السليمي : الصف  / 11/4

في البداية يتكلم الفاضل / المعلم / سعود بن هلال السليمي -  الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة
عن أسباب ظاهرة التخريب المدرسي قائلا :

إن الفوضى وعدم الانضباط داخل الفصل عند غياب المعلم هي أحد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث ظاهرة التخريب ، حيث يعمد الطالب إلى تفريغ الطاقات الزائدة في الإبداع والألعاب وممارسة بعض الهويات على بعض محتويات الفصل وهذا لا شك ناجم أيضا من بعض تأثيرات رفقاء السوء وتقليد بعضهم البعض ، من ناحية اخرى يتحدث السليمي عن الآثار التي تنعكس سلبا على المستوى التحصيلي للطالب حيث يستطرد قائلا :

لا شك أن ذلك يؤدي إلى تعطيل سير الحصة والدرس ويكون الجو الدراسي داخل الصف غير مهيئ من الناحية النفسية والاجتماعية حيث يكون الطالب دائما منشغلا في التفكير بأساليب وطرق ومكان التخريب مما يؤدي إلى ضعف التحصيل الدراسي .    

ويواصل السليمي حديثه عن الحلول المقترحة للحد من هذه الظاهرة ويلخصها في مجموعة من النقاط من بينها :

1 – تفعيل المناوبة اليومية للمعلمين والمتابعة المستمرة لحركة الطلاب .

2 – تكثيف التوعية الإرشادية التي تحث على أهمية المحافظة على الأثاث المدرسي وممتلكات المدرسة .

3 – تفعيل الأنشطة المدرسية اللاصفية لتفريغ الطاقة عند الطلاب .

4 – تطبيق العقاب المناسب للطالب الذي يقوم بالتخريب .

من ناحية أخرى يتحدث الفاضل/ معلم أول تربية إسلامية – هلال بن علي الخنجري

عن أسباب ظاهرة التخريب المدرسي حيث يقول :

إن هشاشة وضعف القوانين التي تم تشريعها من قبل الوزارة لمعالجة هذه الظاهرة هي
أحد الأسباب المؤدية لذلك ، أضف إلى ذلك عدم رغبة الطالب في الدراسة مما يولد لديه 
كرها

للتعليم والمكان الذي يتعلم فيه ثم يتابع حديثه حول أسباب هذه الظاهرة قائلا :

 تلعب الظروف العائلية المعيشية ونوع التربية  دورا محوريا في بروز هذه الظاهرة عند
بعض الطلاب الذين يعانون من تلك المشاكل ، ويواصل الخنجري حديثه الشيق عن أسباب 
هذه

الظاهرة فيتعمق في التحليل النفسي لشخصية بعض الطلاب الذين يمارسون هذه

السلوكيات الخاطئة قائلا : إن ضعف التحصيل الدراسي أو الرسوب يولد لدى الطالب ردة فعل انتقامية للمدرسة ومرافقها .

من زاوية أخرى يسلط الخنجري الضوء على الآثار التي تنجم من جراء ممارسة

التخريب المدرسي ومالها من انعكاسات سلبية على الطالب نفسه والمعلم والطلبة ، حيث أنه

من الملاحظ غالبا أن الطلبة الذين يقومون بعملية التخريب من الطلاب المتعثرين في التحصيل الدراسي كما أنه تكون لديهم مشاكل سلوكية وأخلاقية مع الطلبة والمعلمين .

وحول الحلول المقترحة يضيف الخنجري  بعض النقاط المهمة للحد من تفاقم هذه المشكلة

ويقوده تحليله العميق ودقته في تصوير المشهد إلى وضع بعض الحلول التي يراها من

وجهة نظره ناجعة مثل زيادة الوعي الإعلامي المجتمعي وخاصة الأسرة بخطورة هذه

الظاهرة والآثار التي تخلفها على الفرد والمجتمع ، كما يقترح لنا عمل دراسة  حالة 
(Case Study) 
للطلاب الذين يمارسون هذه الظاهرة وذلك للوقوف على حجم وخطورة
هذه المشكلة .

أما الطالب : أحمد بن خالد الحضرمي – الصف :  10/ 4  بمدرسة الخليل بن شاذان يتحدث
عن أسباب ظاهرة التخريب المدرسي قائلا :

إن الفراغ في بعض الحصص بسبب غياب المعلم مثلا والأفكار الخاطئة المتداولة

بين الطلاب وسوء التفكير اسباب قد تؤدي إلى حدوث ظاهرة التخريب في بعض الفصول ،

من ناحية أخرى يذكر لنا بعض الآثار التي يبوء بها الطالب من خلال ممارسة تلك

السلوكيات الخاطئة والتي تؤثر سلبا على تحصيله العلمي وتصيبه بالفشل لأنها تجر المشاكل  
مما يسبب الهبوط الحاد في درجاته ، ويقترح الطالب / خالد الحضرمي إنشاء جماعة
متخصصة تعنى بالإرشاد والتوجيه داخل المجتمع المدرسي  للحد من انتشار هذه الظاهرة
داخل البيئة المدرسية . 

في لقاء آخر مع الطالب : الحسين بن علي الريامي  الصف : 10/4 يحدثنا قائلا :

لا شك أن قلة الوعي والمراهقة تفرض على المدرسة التعامل معهم بشكل يساعد على 
القضاء
على هذه الظاهرة وذلك من خلال توعيتهم وتعريفهم بخطورة هذه المشكلة وآثارها .

من ناحية أخرى يتابع الطالب / الحسين الريامي  متحدثا عن الانعكاسات التي تنجم من

خلال ممارسة هذه الظاهرة حيث يقسم آثارها على الطالب من ناحيتين معنوية ومادية
لأن الطالب الذي يدرس في بيئة منظمة ومتطورة ومرتبة ينعكس ذلك إيجابا على تحصيله
والعكس صحيح .

ويقترح لنا بعض القواعد التي نتطلق منها للحد من هذه الظاهرة من ذلك معالجة الموضوع

بين المدرسة والطالب بكل شفافية لغرس الإحساس لدى الطالب بأهمية الممتلكات المدرسية والمحافظة عليها ، والتعامل الجيد مع هذه السلوكيات الطلابية الخاطئة والتعامل الجيد مع

هذه السلوكيات الخاطئة التي قد تبدر من قبل بعض الطلاب ، والعمل الجاد على تفعيل الأنشطة المدرسية وإشراك الطلاب فيها دون تفرقة بين طالب ممتاز أو ضعيف .

الطالب : الخطاب بن عمر السعدي  الصف : 11/5  له وجهة نظر حول هذه الظاهرة حيث يرجع أسبابها إلى أبعاد ثلاثة :

أ - بعد العنف المجتمعي .

ب – بعد العنف الثقافي .

ج – بعد عدم الرضا .

 ويختصر لنا الآثار المترتبة من ممارسة تلك الظاهرة في أنها قد تجر نحو مستنقع الاستهتار بالدروس وعدم الانضباط المدرسي .

ويقترح لنا الطالب : الخطاب السعدي لمعالجة هذه المشكلة والحد منها محاولة الاهتمام بميول ورغبات الطلاب المختلفة من خلال ترغيبهم للانضمام في نشاطات لا صفية  لسد الفجوة بين ممارسة قضاء وقت الفراغ الخاطئ وتلبية احتياجاته النفسية واستغلالها جيدا.

في تحقيق شيق آخر يطوف بنا الطالب : أحمد بن محمد الرواحي  الصف : 11/5

 بين جنبات هذه الظاهرة المقيتة قائلا :

هناك عدة أسباب قد تؤدي لممارسة هذه الظاهرة منها رفقاء السوء والتسلية والغضب والمزاح والبحث عن الإثارة أضف إلى ذلك انتقام بعض الطلاب من المعلمين والإدارة عند شعوره

 بالظلم أو أثناء تعرضه للعقاب فقد يؤدي كره المدرسة وعدم الشعور بالانتماء لها إلى ممارسة
هذا السلوك الخاطئ .

لا شك أن الصف المرتب والنظيف يزيد من جهد الطالب فيساعده ذلك على ارتفاع مستواه التحصيلي ويزيد تركيزه والعكس صحيح .

ويستطرد قائلا عن الحلول المقترحة للحد من تفاقم هذه الظاهرة ويوضح لنا وجهة نظره بكل شفافية ووضوح ، وذلك من خلال تنمية الضمير الديني لدى الطلاب الذي يحثنا على المحافظة على الممتلكات كذلك المسابقات وتكريم الصفوف النظيفة لها أثر إيجابي في تعزيز روح المحافظة على الممتلكات لدى الطلاب ويخلق جو تنافسي شريف في البيئة الصفية ،  كذلك لابد من إقامت المحاضرات من قبل المعلم أو إدارة المدرسة لغرس أهمية المحافظة على ممتلكات المدرسة وتسليط الضوء على المخاطر والآثار التي تنجم من وجود ظاهرة التخريب المدرسي
وأثرها على التحصيل الدراسي لدى الطلاب .

وفي نهاية مشوارنا نحو تحقيق صحفي تغلفه الشفافية والموضوعية  من أجل
الخروج ببعض النقاط المهمة نلتقي بالطالب : محمد بن سالم السليمي - الصف  : 11/4
حيث يحدثنا عن أسباب وجود هذه المشكلة ويرجع ذلك لعدة أسباب هي ثلاثة  :

1 – العوامل النفسية لدى الطالب عند الأسرة .

2 – عدم وجود اهتمام بالطالب من قبل الأسرة  .

3 – غياب الرقابة الفصلية من قبل المدرسة .

ويحدثنا الطالب : محمد السليمي عن أثر ممارسة هذه الظاهرة السيئة حيث يترتب عنها 
عدم
وجود التقبل من قبل بعض الطلاب مع غياب الرادع والعقاب المناسب فيغرس ذلك في
نفوس بعض الطلاب عدم الرضى والشعور بقصور في اللوائح والأنظمة المدرسية فينجم
عن ذلك الإهمال وعدم احترام القوانين ، من جانب آخر يبدي لدنا وجهة نظره من خلال بعض الحلول
التي يراها مناسبة وتحد من ممارسة هذه الظاهرة الخاطئة مثل تفعيل دور الأخصائي 
النفسي
ليقوم بجلسات عصف ذهني في محاولة منه للكشف عن بعض الجوانب المكبوتة 
في
شخصية الطالب النفسية وكذلك فرض قيمة مادية على الطالب الذي يقوم بتخريب أو
 تشويه الممتلكات المدرسية .