مــر حــبــًا بكم في صحيفة الفهرس الإلكتروني بمركز مصادر مدرسة الخليل بن شاذان للتعليم الأساسي

آخـر الأخـبـار

سياسة الخصوصية

تواصل معنا

أحدث المواضيع

Wikipedia

نتائج البحث

الأربعاء، 13 فبراير 2019

ملخص " الوجود الإباضي في مصر " الأستاذ / باسم الكندي



الببليوجرافيا : علي سالم بن علي الشلّي ، الوجود الإباضي في مصر ، مكتبة خزائن الآثار ، سلطنة عمان / بركاء- الطبعة الأولى1439 ه/ 2018 م ، عدد الصفحات : 150 .
 - تلخيص : باسم الكندي. ( برنامج قرأنا لكم / ولاية نخل )
الوجود الإباضي في مصر
-         يُبيّن علي الشلّي أن كتابه هذا هو في الأصل بحث مقدّم لمسابقة ابن عمير للبحث العلمي سنة 1436 هـ حيث حصل على المركز الثالث ، وهو يدعو من خلاله إلى الاهتمام بتاريخ الأمة وعلمائها لتقوية العلاقة بيننا وبينهم وللحفاظ على تواصل الأجيال ، كذلك ما وجده المؤلف من دروس آثار الإباضية في مصر وذهاب المذهب فيها جعله يرغب في ذكر سيرتهم حيث أنه كتب هذا البحث رغبة منه للتعريف بتأريخ المذهب في مصر لأصحاب المذهب الإباضي وللآخرين مع ذكر أشهر رجالات وعلماء الإباضية في مصر والكشف عن دورهم في مجالات المختلفة  بالإضافة إلى إبراز علاقات الإباضية في المشرق والمغرب وإباضية مصر مؤكداً أهمية نظرية التعارف للأمة الإسلامية ، وقد قسّمه إلى ثلاثة فصول لها مباحث وبعض المباحث لها مطالب .

-         الفصل الأول : الوجود الإباضي في مصر وأسبابه :      
-         المبحث الأول : الوجود الإباضي في مصر:  نوّه صاحب الكتاب إلى ضرورة ان تكون عندنا خلفية واسعة حول نشأة المذهب الإباضي وتطوره ومؤسّسيه وغيرها من الامور ؛ وذلك ليسهُل الحديث عن وجود الإباضي في مصر وخاصة ان هذا المذهب عميق الجذور في التاريخ الإسلامي إذ يعود إلى دولة الخلفاء في النصف الأول من القرن الأول الهجري حيث تبلوّر في مركزه البصرة حيث نشأت أفكاره ونمت فيها وخاصة في عهد الإمام جابر بن زيد ، بعدها انتشر المذهب بتولّي أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة قيادة المذهب حيث انتشر المذهب وكان حاضراً في مواطن إسلامية في المشرق والمغرب من خراسان إلى الجزيرة العربية وإلى مصر وإلى بلاد المغرب وإلى أفريقيا السوداء كما شمل الجنس العرب ، والأمازيغ ببلاد المغرب ، والزنوج بالقارة السواداء حيث ظل الإباضية يصنعون التاريخ مع غيرهم ولا زالوا حيث لم يكونوا منعزلين عن مجريات الواقع في العالم الإسلامي.
-         ونظراً لان الفكر الإباضي عميق الجذور في التاريخ الإسلامي لذلك لم يكن معزولاً عن مجريات العالم الإسلامي بل تعتبر حركاته من أغنى الحركات واخصبها من حيث الإنتاج الفكري ، ولمّا كانت أواخر القرن الاول وبداية القرن الثاني الهجريين هي فترة شبه استقرار لذلك شهدت هذه الفترة انتشاراً لفكر هذا المذهب خارج تأسيسه وفي مصر خاصة حيث كان فيها الأزد الذين تقلدوا مناصب فيها كذلك تسامح الخلفاء الأمويين أمثال سليمان بن عبدالملك وعمر بن عبدالعزيز مع من يخالفونهم في الفكر مما ساهم في انتشار المذهب في مصر آنذاك ، كما ان كان لحملة العلم وهم الذين حملوا العلم من منابعه الأصلية في البصرة ونقلوه إلى الأمصار بإيعاز من إمامهم أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة حيث كان دور كبير في نشر المذهب ، وربما أقدم من قًدِمَ إلى مصر وبلاد المغرب داعياً للمذهب الإباضي هو سلمة بن سعد الحضرمي في بداية القرن الثاني الهجري ومن حملة العلم إلى مصر شعيب بن المعروف وأبو إسحاق إبراهيم ومحمد بن عباد ، وابن اليسع ، وأبو المؤرج عمر بن محمد ، وعيسى بن علقمة وهو من مُتكلِمي الإباضية ولديه كتاب مفقود بعنوان ( كتاب التوحيد) وهو أقدم مؤلف كتًبه الإباضيون في شمال أفريقيا.
-         نتيجة لجهود حملة العلم انتشر المذهب الإباضي بين الناس واعتنقه عددُ من المصريين كما انتشر المذهب في جزيرة العرب وما جاورها كالعراق ومصر ، فقد انتشر بين سكان الواحات الضاربة في أعماق صحراء مصر وهي الصحراء الواقعة غرب مصر المحاذية لليبيا ، وفي عهد الأمويين انتشر المذهب دون أن يلقى معارضة كبيرة وذلك لانشغال الامويين بالثورات والفتن التي قامت في آخر عهدهم ، وفي عهد العباسيين 132هـ/ 750 م تكوّن المذهب الإباضي ورسخت مبادئه وأفكاره في مصر ؛ حتى أصبح بعد ذلك للإباضية نشاط كبير وكان لهم فيها العلماء البارزون  الذين وصلوا إلى درجة الفُتيا ، وكان لهم وجود قوي حتى أنّهم تدخلوا أحيانا في مجرى الأحداث السياسية ومن بين هؤلاء شعيب بن المعروف .
-         استمرَ المذهب الإباضي في الانتشار بين المصريين حتى أصبحَ له علماؤه ورجاله الذينَ وثّقوا الصِلةَ بين إباضية المشرق والمغرب حيث كانوا همزة وصل بين الفريقين، وظلَّ الوجود الإباضي في مصر بين تزايد وانحسار أحيانا وجاء بعضهم لطلب العلم والتجارة ومن ضمنهم الجربيون الذين بدأ وصولهم إلى القاهرة بصفة فردية واستقرارهم بها أول القرن العاشر الهجري ، وقبل تأسيس الوكالة ، بعدها نشطت الرحلة إلى المشرق لأداء الحج والتجارة وللدراسة فكثُرَ الجربيين وطاب لبعضهم المقام في مصر فكثروا وكونوا أسر وجماعات فنشطت هجرتهم في القرن العاشر حيث استَقبل الازهر العديد من طلاب العلم.

-         المبحث الثاني : عوامل انتشار المذهب الإباضي في مصر :
1-    التسامح في المذهب الإباضي:وهو ما وصفهم به أحمد أمين ، وأيضا قول ابن الصغير حينما وصف الدولة الرستمية الإباضية كذلك قول سيد قطب عنهم ، بالإضافة إلى ان الإباضية لم يُغالوا في الحكم على مخالفيهم كالأزارقة ، هذا التسامح أعطاهم الحرية في الاحتكاك مع الآخرينوتعزيز وجودهم في مصر.
2-    طبيعة مصر : وخاصة موقعها المتميّز الذي يمثل بوابة العرب وقلب العالم بأسره ، هذا الموقع مثّلَ حلقة وصل بين الوطن العربي الشرقي والغربي حيث ساعد على الوجود الإباضي فيها حيث كان يمر عليها علماء الإباضية والتجار والحجاج الذي يرحلون من المشرق إلى المغرب فيتركون بصمتهم فيها ، كذلك الامتداد الجغرافي لحدود الدولة الرستمية واتساعها مكّنَ أهلها الإباضية من الوصول إلى واحات مصر الغربية، كذلك طبيعة المجتمع المصري واختلاف أعراقه وأفكاره ساعد على استقرار الإباضية فيها إضافة إلى اختلاف الشرائع في مصر ساعد كذلك الوجود الإباضية فيها بالإضافة إلى الحياة الثقافية التي شهدتها مصر منذ اوائل القرن الماضي حيث فتحت أبوابها لظهور المؤلفات الإباضية إلى عالم النشر ، كما وُجدت مطابع خاصة مثل المطبعة البارونية ومجلات خاصة كمجلة المنهاج ، كما نشطت الحياة الفقهية بظهور مؤلفات إباضية كثيرة مثل النيل للثميني وشرح النيل لأطفيش وشرح طلعة الشمس للسالمي وغيرها من الكتب والأبحاث والمقالات.
3-    الاستبداد السياسي في مواجهة المذهب الإباضي : نتيجة لما تعرضوا له من اضطهاد في البصرة وعُمان من قبل الأمويين والعباسيين أيضا دفعهم إلى الهجرة إلى مصر وغيرها من المواطن الآمنة مما اتاح لهم الفرصة نشر المذهب الأباضي في مصر كما وفدَ بعض الإباضية إليها بهدف التجارة وأيضا فراراً من الظلمة.
4-    وجود الأزد في مصر : حيث كان لوجودهم دور في حماية المذهب ونشره بين المصريين كذلك ، حيث يعود وجودهم في مصر منذ عهد الفتوحات الإسلامية حينما جاؤوا مع القائد عمرو بن العاص لفتح مصر ، كما هاجر بعضهم في عهد زياد بن أبيه بعدما ضيّق عليهم فنزلوا في الفسطاط في القاهرة ، وظلت هجراتهم مستمرة في بعض الفترات إلى مصر حتى أصبحت لهم أحياء سكنية استقروا فيها كالفسطاط والجيزة والاسكندرية كما انه كان لهم دور في الجانب الثقافي بالإضافة إلى مشاركتهم في الجانب السياسي.
5-    الحج : حرص الإباضية منذ بداية عهدهم على الإلتقاء في الحج لدعوة الناس إلى العقيدة السليمة لذلك كان الحج فرصة للقاء والاجتماع بين أتباع المذهب وأئمته وغيرهم من الناس لتبادل وجهات النظر وما يهمهم وما يعنيهم في أمور المذهب ولمّا كان الإباضية يكثرون من الذهاب للحج وخاصة من بلاد المغرب حيث في رحلتهم كانوا يمرّون بمصر للتزود بالغذاء والمحامل وغيرها لمواصلة الطريق إلى الحجاز لذلك كان هذه الرحلة لها دور كبير في انتقال مبادئ المذهب وانتشار بين الناس في مصر كما مكَثَ بعضهم فترات ليست بالقليلة لطلب العلم والالتقاء بمشائخ مصر وعلمائها كما كان بعض الإباضية يُدرّسُ في الوكالة.
6-    التجارة : حيث لم يكن تجار الإباضية يمارسون التجارة  فقط بل كان لبعض الإباضية آراء وفتاوى مشهورة في المعاملات المالية ؛ لذلك وصل المذهب إلى واحات مصر في الصحراء ، ومع قيام الدولة الرستمية في القرن الثاني الهجري وامتدادها الواسع قرب مصر زادت العلاقة التجارية بين الرستميين ومصر ، كما اشتهر تجّار المغرب بهجرتهم لمصر وخاصة أولئك القادمين من جزيرة جربة وخاصة في القرن العاشر الهجري حيث استقروا فيها واختلطوا بسكانها وكونوا أسر فيها فزاد عددهم حتى محيط طولون حيث أسّس الحاج عبدالعزيز بن منصور بن عبدالعزيز البحار الوكالة فكانت تُعرف بوكالة البحّار ثم اشتهرت بوكالة الجاموس وفي القرن الحادي عشر الهجري نما عدد الجربيين في مصر بعدما تسامع الناس في الجزيرة بأخبار النشاط التجاري في مصر.
7-    حملة العلم إلى مصر : وهم الذين تخرّجوا من البصرة على يد إمامهم أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة ، ويعتبر أول من قدم إلى مصر ثم بلاد المغرب داعيا للمذهب هو سلمة بن سعد الحضرمي في بداية القرن الثاني الهجري كذلك شعيب بن المعروف أحد علماء الإباضية في مصر ، وعيسى بن علقمة الذي له كتاب لم يصل إلينا بعنوان ( التوحيد الكبير ) كذلك أبو إسحاق إبراهيم ، وابن اليسع ، وأبو المؤرج عمر بن محمد ، وأبوسعيد عبدالله بن عبدالعزيز المصري ، وأبو منصور حاتم بن منصور الخراساني ، هؤلاء العلماء الذين أخرجتهم البصرة صار منهم الفقيه والمفتي والسياسي رجعوا إلى مصر ينشرون المذهب.
8-    طلب العلم : حيث وفد إلى مصر لطلب العلم الكثير من الإباضية منذ فترة متقدمة بعضهم وفد إليها حتى في عهد قريب أمثال عمرو النامي الذي درس فيها وشجّعه على الجلوس فيها وجود أبو إسحاق أطفيش نزيل مصر ودفينها حيث اطلع على كنوز التراث الإباضي التي كانت تُدخِله وكالة الجاموس في حي طولون ودار الكتب المصرية هذا الوجود الذي عزز وجود المذهب والتعريف به.

-         الفصل الثاني : دور الإباضية في مصر : في هذا الفصل قسم علي الشلي هذا الفصل إلى أربعة مباحث تكلم فيها عن دور الإباضية في مصر وفقا للجوانب الآتية :
أ‌-       الدور الديني : حيث قاموا بنشر المذهب وأفكاره والدفاع عنه حتى تركوا أثراً واضحاً في مصر وخاصة في القرن الثاني الهجري وتمثّلَ في اخلاقهم الحسنة وتمتعهم بالاحترام بين المصريين ، كما أسّسوا مدرسة فقهية شبيهة بسرداب أبي عبيدة ، بالإضافة إلى دورهم العلمي حيث درّس بعضهم في الأزهر مثل محمد بن عمر بن أبي سبتة القصبي المشهور بالمحشي كذلك الحوارات والمناظرات التي جمعتهم مع غيرهم هذا بالإضافة إلى الدور الصحفي لبعضهم مثل قاسم بن سعيد الشماخي رائد الصحافة الإباضية كذلك دور المجلات التوعوي.
ب- الدور السياسي : حيث كان لهم نشاط كبير في الجانب السياسي وكان  لهم فيها علماء بارزون وصلوا درجة الفتيا كما كان لوجودهم القوي دور في التدخل في مجرى بعض الأحداث السياسية في مصر وخارجها ومن صور دورهم السياسي مشاركتهم في في بعض المناصب السياسية حيث ذُكرَ بإن الوالي الذي كان يتولى حكم مصر 328 هـ / 852 م كان معتنقاً لهذا المذهب ، ومن أبرز الشخصيات الإباضية التي كان لها دور سياسي الشيخ سعيد بك بن قاسم الشماخي وابنه قاسم بن سعيد الشماخي وسليمان باشا الباروني وأبو إسحاق إبراهيم بن يوسف أطفيش وعمرو بن خليفة النامي.
ج- الدور الاجتماعي : حيث اختلط الإباضية بالمجتمع المصريكما كانت بينهم علاقات زواج ، حيث ذكر علي الشلي بعض الامثلة على ذلك كما ذكر أمثلة على العلاقات الوطيدة التي ربطت بين رجالات الإباضية ومفكرين وأدباء مصر ، كما شاركوا في بعض الجمعيات بالإضافة إلى الانتماء إلى بعض الأحزاب كالحزب الوطني الذي انتمى إليه الشيخ سليمان الباروني ، كما تم ذكر الدور الكبير الذي قام به الشيخ أبو إسحاق إبراهيم أطفيش في الحياة الاجتماعية وعلاقاته الواسعة مع كبار العلماء أمثال : الشيخ حسن البنا ، والشيخ أحمد الباقوري وزير الأوقاف وغيرهم كما تم التطرق لعلاقته الوثيقة بينه وبين الشيخ الداعية محمد رشيد رضا صاحب المنار حيث يعتبر الشيخ أبو إسحاق اكثر أعلام الإباضية بهذه الشخصية.
ج- الدور الثقافي : وتمثّل في في تنمية مصر ثقافيا من خلال عدد من الأنشطة أبرزها وكالة الجاموس والمجلات والمطابع كالمطبعة البارونية ومطبعة الأزهار البارونية وتأليفهم للكتب وحِلق العلم التي أقاموها وشاركوا فيها.
د- الدور الاقتصادي : أبرزها التجارة  حيث أدت إلى انتشار المذهب في مصر كما قامت علاقات وطيدة بين تجار الدولة الرستمية وتجار مصر وخاصة العلاقات الوطيدة مع أفريقيا جنوب الصحراء ومع إباضية المشرق كما استمر الإباضيون من حين لاخر يمارسون التجارة في مصر حيث مارس الجربيون مثلا في وكالتهم بيع وشراء جلود الجاموس ولذلك اشتهر محل إقامتهم بوكالة الجاموس ، إضافة إلى بيع اللبن والأقمشة وزيت الزيتون والعقار والغلال وتجارة النسخ ومن أشهر تجار البن الجربيين في مصر أحمد بن سعيد الجملي ، كما تاجر إباضية مصر في الأقمشة الهندية الحريرية والصوفية والملابس القطنية، كما دخلَ الجربيون في تجارة العقارات حيث دلّت الوثائق على ضخامة رأسهم المالي ونفوذهم الواسع في العديد من أسواق مصر وخاصة سوق طولون حيث نشطوا في التجارة الداخلية وزادوا من حيويتها فساعد على التنمية الاقتصادية في مصر.
-الفصل الثالث : التواصل بين مصر والإباضية :  
1-    التواصل المصري مع إباضية المشرق : من المعلوم أن علاقة مصر وعمان قديمة فمنذ الألف الرابع قبل الميلاد كانت مصر على صلة بأرض ظفار وذلك لوجود سلعة اللبان ولتبادل السلع الأخرى حيث سجّلت النصوص الفرعونية إحدى عشر رحلة تجارية بين البلدين أشهرها رحلة الملكة حتشبسوت التي سُجِّلَت في معبد الدير البحري، وفي العصر الإسلامي ساهم العمانيون في الفتوحات الاسلامية في فارس والعراق والشام ومصر وشمال افريقيا وجزر البحر المتوسط ، كما كان هناك تواصل بين مصر والبصرة منها عندما ذهب شعيب بن المعروف في رحلته الثانية الي البصرة ومعه جملة من علماء إباضية مصر ، كما كانت هناك المراسلات بين العلماء مثل المراسلات بين أبي اسحاق أطفيش مع الإمام محمد بن عبدالله الخليلي ، كذلك أبي اسحاق على علاقة بالشيخ أحمد بن حمد الخليلي في زنجبار وجمعت بينهما مراسلات عميقة حتى بعدما رجع الشيخ الى مصر ، كما قام ابو اسحاق بدور بارز في القضية العمانية بالجامعة العربية وعُرِفَ سفيرا لعُمان في القاهرة.

2-    التواصل الإباضي المصري المغربي : كان التواصل بينهما حاضرا في كل العصور بحكم انتمائهم إلى عرب الجنوب وبحكم أنَّ البلدين كانا يتبعان في الغالب واليا واحدا ، بالاضافة الى التجارة التي ربطت بين الجانبين ، وكان التواصل مستمرا منذ ظهور الاسلام حتى أنَّه كان يطلق على مصر في بعض الأحيان أنها إحدى بلاد المغرب وكانت العلاقات قوية وخاصة أن منزلة الاباضية في مصر العلمية رفعت من شأنهم الأمر الذي مكنّهم من تقلد مناصب عالية في المجتمع الاباضي فاشتهر أمرهم ومكانتهم العلمية التي أهّلتهم للفتيا ، حتى رُويَ ان أبا ميمون ذهب الى مصر ليسأل ابن عباد عن مسألة ، كذلك كان هناك تبادل للمسائل والفتيا بين أطراف الاباضية في هذه المناطق، كذلك زاد التواصل بين العلماء المصريين من الاباضية في تهرت عاصمة الرستميين ومن أشهر إباضية مصر الذين وصلوا لدرجة الفُتيا هو شعيب بن المعروف ،كما هناك تواصل سياسي بين الجانبين.

3-    الإباضية ومصر في الوقت الحاضر : كان المذهب الاباضي من أكثر المذاهب انتشارا فقد كانوا في خراسان واليمن وعُمان والبصرة ومصر وبلاد المغرب ولكن هذا الوجود انحسر لأمرين هما ضعف الاهتمام بالدعوة وفقد الأطر العلمية وفقا لما ذكره المؤرخ أحمد بن سعود السيابي كما ذكر المؤلف أسباب اخرى منها عدم وجود دولة اباضية في مصر والفتاوى التي كانت تصدر ضدهم وتصفهم بالخوارج مما ضيّق عليهم كذلك أن الإباضية استقروا في مناطق معينة حيث فُقِدوا التواصل بينهم لاحقا بالإضافة إلى ضعف النشاط التجاري وغيرها من الأسباب التي ادت الى انحسار الاباضية في مصر فبرحيل أبي اسحاق مات روح الإباضية في مصر وبقي جسدا بلا روح رغم أنه لا يزال بعض الاباضية موجودين بمصر إلى اليوم، بعدها ذكر علي الشلي في عصرنا الحاضر من خلال علاقتنا العمانيين بالازهر وجوانب التعاون التي تحدث بين الازهر وعمان في هذا الجانب ، حيث اقيمت مثلا ندوة عن العلماء العمانيون والازهريون والقواسم المشتركة في جامعة السلطان قابوس هدفت لتعزيز التواصل الفكري بين السلطنة والازهر الشريف ، كما جرت ندوات ومطالبات لتعزيز هذه العلاقة والى النظر الى المذهب الاباضي كواقع ملموس بالاضافة الى المطالبة بتدريسه من خلال مؤلفات الاباضية أنفسهم وليس من خلال ما قيل عنهم ومظاهر التعاون حاليا بين الطرف الإباضي والمصري واضحة وجلية حيث نجد انه هناك نشاط ثقافي بن المهتمين في توثيق الفكر الاباضي ومراجعة كتبه وتبادل الزيارات وحضور الشخصيات العلمية المصرية الى عمان .
-         في خاتمة هذا الكتاب دعا علي الشلي  إلى أن تتم دراسة تأريخ إباضية مصر بشكل معمّق من خلال الذهاب إلى مصر والاطلاع على الوثائق والمخطوطات في دار الكتب المصرية  ، كما أوصى بإقامة ندوة علمية تناقش تأريخ إباضية مصر ، كما أكّد على ضرورة ذكر تأريخ الإباضية المصريين في الكتب الحديثة .

0 التعليقات :

الـمـشـاركـات الشائعة - صحيفة الـفـهـرس الإلكتروني

 

عــن الــمــدون - صحيفة الفهرس الإلكتروني

الاشتراك في خدمة RSS من صحيفتنا

ادخــل بريدك الإلـكـتـرونـي:

تأكيد البريد الإلكتروني بعد الاشتراك

حـقـوق النشر محفوظة لصحيفة الـفـهـرس