ملخص : " مفهوم العامة عند الغزالي " الأستاذ / سالم الجابري

كتاب : "مفهوم العامة عند الغزالي :

 دراسة حجاجية مقارنة بين منهجي الفلسفة وعلم الكلام ."

لمؤلفه : خالد بن سعيد الكندي  ، الكتاب صدر عن مؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والإعلان الطبعة الأولى لعامــ 2019م ، ويقع في  229  صفحة.

 الدرس الفلسفي هو التفكير الأصعب في الأشياء لأمرين : 

1-  طبيعة القضايا الشائكة  في التجريد والتفصيل والتفريعات الدقيقة فهي تحاول التعقل لمعرفة طبيعة الأشياء.

2-  أدوات المعالجة  التي تدعو إلى الاستغراق والتجريد والمكتنزة بالألفاظ الغريبة . 

لكل دراسة مدخل ومدخل هذه الدراسة الدهشة التي تعتور القارئ لكلام حجة الإسلام الإمام الغزالي في تصنيفه لطائفة من الناس ونخبة من القامات العلمية بالعوام والدهشة هي الطريق إلى رحلة الفلسفة ولقد اعتمد الباحث في دراسته على كتاب الغزالي المسمى " إلجام العوام عن علم الكلام " فالغزالي من الشخصيات التاريخية التي تركت أثرًا في الفكر الإنساني وذلك لأثره التجديدي العميق الذي لا يزال مستمرًا حتى وقتنا المعاصر رغم مضي ما يقارب ألف عام وهي من الشخصيات التاريخية التي أثير حولها الكثير من الجدل لإنكار العلماء عليه مصنفاته حول العقائد الباطنية والفلسفية وتبنيه بعض الأفكار الفلسفية وقواعد المنطق أضف لذلك جرأته على الفقهاء والمتكلمين وقد عاب بعضهم منهجه الذي ألّف به كتاب " إحياء علوم الدين " باعتباره قائمًا على التجارب الذوقية الشخصية كما عند المتصوفة وموقف الغزالي يبدو صادمًا للوهلة الأولى من خلال تسقيفه لهذه الفئة ذلك أن فئة العوام عنده كما يتضح من بعض نصوصه هي جميع الناس عالمهم وجاهلهم ما عدا أهل التصوف والذوق ولقد اتّبع الباحث في دراسته المنهج الحجاجي المقارن والأخذ بالاعتبارات السياقية التاريخية لحركة مفهوم العامة . 

إن فكر الغزالي يقارنه البعض بفكر ديكارت في المذهب الشكي وباسكال في المباحث الإلهية وكانط في نقد العقل النظري والعملي فشخصية الغزالي جمعت شخصيات عدة علمية وجدلية ولم يغفل الباحث الظروف التي ظهر فيها الغزالي في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري من الهيمنة العباسية والفوضى والقلاقل المتدافعة فهذه الاضطرابات والتيارات كونت شخصية الغزالي على نحو من الحزم الفكري لينهض بمستوى الوعي الجمعي .

تناول البحث مفهوم العامة بشيء من التفصيل من خلال عرضه لعدة محاور ومسائل مثل حركة المصطلح في الشريعة الإسلامية وصولًا إلى استقرار المفهوم في الذهنية الجمعية المعاصرة ومفاهيم أخرى مرادفة كالجمهور والشعب وغيرها وقد ظهر للباحث أن لهذا المفهوم في التراث الإسلامي دلالات دونية فيه الكثير من التبخيس والجهل لطوائف وفئات من الناس وعلى أي حال فقد هاجم الغزالي علماء الكلام ومسالكهم لكنه في المقابل أقرّ علم الكلام بشروط ودعا إليه عندما يتعثر الوعي بشبهات الشك العقدي والإيماني .

وحتى لا تكون لغة الدراسة وخطابها متعاليًا ومحل تهمة وضع الباحث بعض التعريفات والشروح الموجزة للمصطلحات والمفاهيم الفلسفية والكلامية التي وردت في هذه الدراسة وبعضها وارد في حواشيها ومتنها ، ومن بينها : 

 أ - الأبستمولوجيا :  علم المعرفة أو نظرية المعرفة .

 ب - الفيض :  جميع الموجودات التي يتألف منها العالم تفيض عن مبدأ واحد أو جوهر واحد وهو الله الواجب الوجود .

 ج - الماهية :  وهي الحقيقة التي تميزه عن سائر الأشياء الأخرى ولا تتغير مهما اختلفت الظروف .

 د - المفهوم : انعكاس العالم في العقل يعرف به ماهية الظواهر والعمليات وتعميم جوانبها وصفاتها الجوهرية .

 هــ - المنطق الرياضي :  وهو التفكير المنطقي والاستدلالي والبرهان باستخدام لغة خاصة من الرموز والصيغ .

 و - المنطق الصوري : يدرس أفعال التفكير وتعقل الأشياء وأشكالها المنطقية .

 ز - الهيرمينوطيقيا :  علم فهم النصوص وتأويلها عبر نظريات مختلفة كالبنيوية والتداولية البراجماتية .

 ح - نظرية الفهم الصحيح :  هي نظرية الفيلسوف شلاير ماخر وتعني الفهم الصحيح من خلال ارتباط ثلاث عبارات هي : التعبير عن الفكرة بواسطة الكلام واللغة وتعريف الشيء وتأويله .

*~وخير جليس في الزمان كتاب*~

منشورة في: قرأنا لكم