مــر حــبــًا بكم في صحيفة الفهرس الإلكتروني بمركز مصادر مدرسة الخليل بن شاذان للتعليم الأساسي

آخـر الأخـبـار

سياسة الخصوصية

تواصل معنا

أحدث المواضيع

Wikipedia

نتائج البحث

السبت، 28 مايو 2022

قراءة في كتاب عمان واليابان تبادل ثقافي مجهول بين البلدين

عنوان الكتاب: عمان واليابان تبادل ثقافي مجهول بين البلدين: السلطان سعيد بن تيمور في اليابان.
المؤلف: هارو إندو.
المترجم: د.مجدي حاج إبراهيم.
قراءة الأستاذ: فهد الحراصي.
الناشر: ذاكرة عمان.
لقد كان عنوان الكتاب مستفزًا بالنسبة لي وأنا أقلب النظر في ذاكرة عمان؛ لأننا لم نعهد الحديث في مثل هذا الموضوع ولم نتعود على سماعه كثيرًا، بل كان التصور أن العلاقة مع  بلاد الشمس كانت شبه منقطعة إن لم تكن  منقطعة بالكامل، وفي المقابل أننا  نجد الرواة والمؤرخين يطنبون كثيرًا ويسهبون في الحديث عن العلاقات العمانية الأفريقية خصوصا في ضفتها الشرقية  وما تمخض عنها من  تواصل وتواص بين الطرفين، والحديث عن العلاقة التاريخية  مع اليابان يكتنفه كثير من الغموض وقليل من المروجين له وقد يكون السبب في ذلك ندرة المصادر التي تناولت هذا الموضوع وشحها وبالتالي فإن طرق هذا الباب  يبدو غير مسموع لكثير من هواة التاريخ ومحبيه إلا من تخصص فيه.
وممن نبش شيئًا من هذا  التاريخ المجهول الباحث الياباني (هارو إندو) ويبدو أن قربه من بعض المصادر مكّن له أن يسبر أغوار  هذه العلاقة التي ستجدون شيئًا من عصارتها في هذه القراءة.
*قصة الكتاب*
الكتاب صدر باللغة اليابانية ثم الإنجليزية وعندما طُلب من الماليزي الأستاذ الدكتور مجدي حاج إبراهيم ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية ساوره الشك في الجدوى من ترجمة الكتاب ولكن بعدما فرغ من قراءة الكتاب وقف كما يقول :« مشدوهًا من حجم المعلومات المقدمة وعمقها » في الكتاب بل تساءل المترجم عن سبب تأخر  المسؤولين في عمان عن ترجمة هذا الكتاب.
*جغرافية عمان*
في *الفصل الأول* من الكتاب تحدث المؤلف عن جغرافية السلطنة وتاريخها وقد وصفها بأنها جنة الجيولوجيا؛ ولهذا السبب يزورها عدد من الباحثين اليابانيين سنويًا.
في *الفصل الثاني* من الكتاب ذكر الكاتب أن السلطان قابوس أثناء عودته من الولايات المتحدة الأمريكية إلى عمان في سنة 1964م نزل في اليابان وأقام في فندق(أوكورا) لمدة ليلتين.
*اجتماع المدن*
أشار الباحث الياباني لوجود ما يسمى في اليابان ب(اجتماع المدن) وهو نظام يشبه بمقابلة السلطان قابوس لأفراد الشعب العماني في الجولات التي كان يقوم بها السلطان في الولايات العمانية  ويبدو أن عمان سبقت اليابان في هذا النوع من اللقاءات بين أفراد الشعب  والحاكم  بثلاثين سنة كما يقول الباحث الياباني، وقد كان  (هارو إندو) يتطلع إلى عقد لقاء بين السلطان قابوس ورئيس الوزراء الياباني(كويزومي) الذي في عهده ظهر ما عرف ب(اجتماع المدن) ولكن  ذلك لم يحدث.
*(بتروكيبي)*
في *الفصل الرابع* من الكتاب والذي عُنون ب(اكتشاف اليابان العرب) يلجأ الباحث إلى الظن بأن (بترو كيبي) هو أول ياباني يطأ بقدمه أرض العرب بل ويعتقد بأنه وصل إلى مسقط من(غوا) على متن سفينة كانت متوجهة إلى مسقط، أما عن أول زيارة  مسجلة لرجل ياباني إلى عمان فهي لنقيب مهندسي الجيش الياباني الذي رُقَّي بعد ذلك إلى ملازم  ويدعى(نوبويو شي فورو كاوا)  وقد كانت  زيارته قصيرة لم تتجاز تسع ساعات؛ لإن وجهة السفينة كانت إلى بلاد فارس، وتركيا.
كان وصوله الجمعة يوم  الخامس والعشرين من شهر يونيو 1880م على متن السفينة التجارية(سقطرى) وقد وصف مسقط وخليجها الصغير المحاط بجبال صخرية مزودة بمدافع عن يمينها وشمالها.
ومما ذكره(فور كاوا) وجود القصر والقنصلية البريطانية التي دخلها بصحبة القنصل البريطاني(غرانت) المقيم في مسقط، وبعد ذلك توغل إلى وسط العاصمة التي تكلم عن منظرها بأنه غريب جدًا فالشوارع غير المزدحمة يمشي فيها الناس، والخيول، والمنازل مصنوعة من الطوب المجفف، والمحلات التجارية التي تبيع القماش والحبوب والمواد الغذائية كانت بين ضفتي الشارع، المدينة لم يكن بها أشجار، عدد سكان المدينة أكثر من سبعمئة نسمة، يعيش في المدينة أوربيان اثنان فقط هما القنصل المذكور وتاجر إنجليزي.
إن أكثر ما كان يزعج(فوروكاوا) ارتفاع درجة الحرارة في مسقط؛ لأن توقفه فيها  كان في ذروة الصيف، وأفضل شيء فيها الإمدادات الغنية من مياه الشرب، ولعله من الطرافة أن الزائر الياباني كان قد صعب عليه اسم السلطان تركي بن سعيد لذلك كان يذكره باسم(سايتاكي).
*(إيتو)*
بعد ثمانية أيام من مغادرة(فوروكاوا) مسقط  وصلت أول سفينة يابانية إلى مسقط تسمى(هيي) تتبع للقوات البحرية اليابانية وقد التقى طاقم السفينة بالسلطان تركي بن سعيد وهو أول وفد ياباني يلتقي بسلطان عماني 
كان قائد السفينة(إيتو) الذي دوّن في مذاكرته لحظة وصول السفينة إلى الميناء وصعود المسؤولين العمانيين إليها وتقديمهم الفواكه والخراف وغيرها من كرم الضيافة، ويذكر (إيتو) بأن السفينة في صباح اليوم الثاني من زيارتها(4 يوليو1880) أطلقت إحدى وعشرين طلقة تحية للسلطان وردت البنادق العمانية بمثلها من الطلقات
بعد ذلك قام طاقم السفينة بزيارة قصر السلطان وقدّموا زوجًا من المزهريات اليابانية، وكرسين مطليين بالذهب هدية للسلطان، وفي الساعة الخامسة مساءً من نفس اليوم  قام السلطان تركي بزيارة السفينة التي زُينت بالأعلام ابتهاجًا بزيارته وعند عودته اطلقت السفينة إحدى وعشرين طلقة تحية وداع للسلطان، بعد ذلك تم تبادل الرسائل بين الطرفين ومما جاء في رسالة السلطان تركي: «وسنكون سعداء لو جاءت سفينة الإمبراطور إلى هنا »  وفي هذا المقام يعلق الباحث الياباني (هارو إندو) :«أود أن أؤكد هنا أن هذه الزيارة كانت نقطة انطلاق لمرحلة جديدة في سياق العلاقات بين عمان واليابان » غادرت السفينة (هي) يوم السادس من شهر يوليو محملة بهدايا من السلطان وهي التمر والعنب والمانجو ومجموعة من الحيوانات العمانية.
- *(فوكوشيما)*
مغامر ياباني يدعى (فوكوشيما ) وصل إلى مسقط ٢٦نوفمبر١٨٩٦م لكن سوء الأحوال الجوية وقفت سدًا منيعًا أمامه ولم يستطع الدخول إلى عمان واكتفى برؤية الأعلام ترفرف فوق القصر، وفي هذه الأثناء العصبية وصلت لطاقم السفينة أخبار غير سارة عن تأثر سفينة بخارية من كراتشي بأضرار بالغة بعد أن تعرضت لعواصف قوية في طريقها إلى مسقط هذه الأحداث عجّلت بمغادرة (فوكوشيما)  إلى جوادر كما روى بنفسه هذه الأحداث.
- *(إيتاغا)*
سعت دولة اليابان إلى الحد من تجارة الأفيون التي كانت بلاد فارس منتجة له  وأرسلت(إيتاغا) لحل هذه المشكلة، ويبدو أن مسقط كانت إحدى محطاته من أجل القضاء على هذه الآفة، يقدم لنا(إيتاغا) وصفا لمدينة مسقط التي بدت له جبالها  «منحدرات وعرة من الجرانيت الأحمر أو الأسود  وهي تتصاعد من أعلى  البحر كما لو تم حفرها بمنشار»،
هذا المنظر وغيره جعل من (إيتاغا) يحكم على المشهد بأنه : «مخيف وغير قابل للتصديق».
من جهة الركن الشرقي يقول(إيتاغا): «يستطيع المرء أن يرى المدينة بأكملها»
لقد أبصر أيضا العلم الأمريكي يرفرف فوق أحد المباني؛ بحكم المصالح الأمريكية التي تتمثل في استيراد التمور، بعد يوم واحد غادر المدينة التي لم  يستطع إخفاء إعجابه بالمنظر الجميل والغريب للجبال الصخرية  وانتعاشه بلذة هوائها المنعش الرائع عندما هبت عليه نسائم الهواء العليلة في منطقة رأس الحمراء - كما يظن(إندو) -
_*( شيغا )*
شيغا رحّال وجغرافي ومفكر  ياباني  رست سفينته في المياه العمانية في فبراير سنة 1924 بعد خروجه من الهند كان يعتقد أنه يودع جميع أشكال الحظارة وسوف يدخل في بلاد الظلام، أضف إلى ذلك الشعور بالعداء الذي كان يكنه العرب تجاه الأجانب كما كان يعتقد،؛ لذلك تعلم بعض العبارات الإسلامية مثل :( حي على الصلاة، وحي على الفلاح، ولا إله إلا الله، والله أكبر) وحفظ خمس كلمات عربية وهي :(صديق، أيوا، لا، كم، شيء هذا )، دخل مسقط بزي هندي ولبس حذاء وقبعة لعلها تقيه من حرارة الشمس.
لم يكن الوصف الذي قدمه (شيغا) لمسقط مختلفًا عن سابقيه من اليابانيين لكن بدأ (شيغا ) أنه مصدومًا أكثر من  غيره من طبيعة الجبال المسقطية الذي وجد أن قاموسه اللغوي عاجزًا عن وصف علو وانحدار  هذه الجبال حتى استحضر روح معلمه (واداغاكي) - كما يقول - حتى يلهمه كلمات تناسب ما ترى عينه.
طلب (شيغا) مقابلة السلطان تيمور بن فيصل؛ من أجل تعزيز العلاقات العمانية اليابانية ونقل صورة السلطان الحقيقة للشعب الياباني، لم يجد صعوبة في تلبية طلبه حيث دخل القصر والتقى بالسلطان الذي وصفه قائلا :«... رجل رفيع القامة والمكان في الأربعين من عمره، فاتح البشرة، لديه شارب مقصوص بعناية، يضع على رأسه عمامة ناصعة البياض مصنوعة من الحرير الكشميري »، لقد احتار (شيغا) في كيفية مخاطبة السلطان هل يخاطبه ب(بصاحب السمو) أم ب(صاحب الجلالة )؟ لقد اختار الصيغة الأخيرة لأنها المناسبة لمقام الملوك
كان السلطان تيمور مرحبا بالزائر ورحّب بفكرة النشاط التجاري والصناعي مع اليابان بل إن السلطان وعده بمساعدته إن كانت لديه رغبة في النشر والكتابة عن العرب ووعده بإرسال الصور والمراجع المطلوبة، قدّم(شيغا )   للسلطان مروحية مصنوعة من الحرير وطلب منه التوقيع حيث سلمه السلطان خطابا كتب فيه اسم عائلته وأشار السلطان إلى اسمه في نهاية خطابه وكان ذلك في 28من فبراير 1924م.
- *موقف طريف*
حدث أن صادف (شيغا) موكب زفاف وهو في طريقه للقصر هذا الموكب يتكون من ثلاثين شخصًا وعندما قابلوه التفتوا إليه جميعا وأمعنوا فيه مندهشين من ملامحه غير المألوفه لديهم حينها صعد في صخرة وقد علته النشوة وقام بتردبد  النشيد الياباني والقوم يضحكون عليه من تصرفه العجيب.
- *السلطان تيمور بن فيصل في اليابان*
يبدو أن اللقاء الذي جمع بين السلطان تيمور والرحّالة الياباني(شيغا) كان إحدى الأسباب التي دفعت بالسلطان المستقيل أن يرحل إلى اليابان التي أصبح مهووسا بها فكانت أولى رحلاته لليابان سنة 1935م  وزارها مرة أخرى في السنة التي تلتها حيث أقام في مدينة (كوبي) وتزوّج من امرأة يابانية تدعى(كيوكو أوياما) وقرّر بعد ذلك الإقامة الدائمة في اليابان، وقد لقي خبر زواجه تغطية واسعة من صحيفة(أوساكا شيمبون) اليابانية
رزق السلطان العماني من السيدة اليابانية فتاة تم تسميتها بثينة وكان ذلك يوم العاشر من شهر أكتوبر 1936م
عرف السلطان تيمور بمكانة رفيعة في محل إقامته حيث كان يلتقي بالعرب والمسلمين المقيمين في مدينة (كوبي).
بعد ست سنوات من إقامة تيمور بن فيصل في اليابان حيث عش الزوجية جاءه ولداه السلطان سعيد -وريث عرشه - والسيد طارق  زائرين له أثناء جولاتهم السياحية التي زارا  فيها عدة دول ونشرت صحيفة(كوبي شيمبون ) مقالا بهذه المناسبة تحدثت عن لحظة وصول السلطان سعيد وأخيه إلى اليابان على متن السفينة (هاكوني مارو) حيث كان الأب ينتظر ابنيه على رصيف الميناء وقد اشتدّ شوقه لهما وحانت لحظة العناق وكان الحدث يوم 24ديسمبر1937م، وقد زُيّن رواق البيت وعلقت به مصابيح ملونة في غرفة الجلوس احتفاءً بهما وحدث هناك اللقاء التاريخي بين الضيفين وزوجة أبيهم (كيوكو) وفي هذا المقام يعلق الباحث الياباني(هارو إندو) قائلًا :«ولعلهما حملا أختهما غير الشقيقة بثينة(سيتسوكو)
-المولودة حديثا- في ذراعيهما ».
لم يكن الانطباع الذي تكون لدى السلطان سعيد جيدًا عن اليابان فقد سعى أن تكون زيارته محاطة بشيء من السرية، تضايق كثيرًا من الصحفيين الذي سعوا للظفر بإجراء مقابلات صحفية معه ولكن هيهات فقدكان رافضًا  لمثل هذه اللقاءات حتى وصل به الأمر أن قام بتغير جدول زيارته تفاديًا لمضايقات الصحفيين الذين اقتحموا غرفة السلطان في الفندق الذي كان يقيم فيه.
طلب السلطان من الوفد المرافق له حضور إحدى جلسات مجلس النواب الياباني فكان له ذلك في يومي 25-24 من شهر يناير، وشهد السلطان أيضًا مسابقة للمصارعة اليابانية، ومسرحية كلاسيكية وزار معارض السيارات في طوكيو.
لم تدم السعادة الزوجية بين السلطان وزوجته طويلًا؛ فقد أصيب(كيوكو) بمرض السل الذي حرمها من حضن ابنتها  كما كتبت ذلك بكل أسى في مذكراتها اليومية التي احتفظت بها السيدة بثينة كما ذكرت ذلك الصحفيّة اليابانية(شيمورا) التي زارت عمان والتقت بها
غادرت(كيوكو) الحياة
في الثالثة والعشرين من عمرها وكان ذلك في يوم 23نوفمبر1939 طم وغادر بعدها السلطان تيمور اليابان مع ابنته تاركًا قبر زوجته بعد أن بنى  لها مقبرة في (إنامي تشو، وفي سنة 1978م زارت بثينة قبر أمها ومرت  بالأماكن التي احتضنت ذكريات والديها وتنفست شيئًا من عبق ذلك الزمان الذي ولدت فيه.
*بعد تصفحي للكتاب* وجدت اليابانيين شغفوين بمتابعة الأميرة التي يصفونها بالنصف يابانية فعندما علم رئيس تحرير صحيفة (شوكان أساهي) اليابانية بوجود الأميرة في عمان بثينة عن طريق أحد أصدقائه في أبوظبي حاول أن يجري مقابلة مع الأميرة ولكن لم يكتب لمحاولته النجاح؛لأن العادات العمانية لم تسمح له بإجراء الحوار المنتظر بكونه رجل ومن الصعوبة أن يلتقي بامرأة ولكن الصحفي لم يرفع الراية البيضاء بل انتدب شخصية نسائية لهذه المهمة وهي الصحفيٍة (ميتسوكو شيمومورا) التي اقتنصت فرصة اللقاء مع الأميرة التي طالما وصفت بأن نصفها عماني ونصفها الآخر ياباني وتم ذلك في تاريخ 6 يوليو 1973م حينها أطلعت الأميرةُ الصحفيّةَ شيئًا من مذكرات والدتها اليابانية ولربما كان ذلك اللقاء وغيره  سببًا في زيارة الأميرة لقبر أمها، وقد أتيح للشعب الياباني فرصة التعرف على الأميرة عن طريق سلسلة من القصص قامت بنشرها (شيمورا) في صحيفة(شوكان أساهي) وكذلك في كتابها(الملوك والملكات في الجزيرة العربية)، بل إن الصحف في اليابان واصلت نشر مقالات عن الأميرة ووالديها ففي نوفمبر 2006 طلعت الصحف بعناوين مثل: (زواج وولادة أميرة)،و (كانت مثل ساندرلا)، وفي هذا المقام يعلق الباحث الياباني (هارو إندو) قائلًا :«تحمل هذه المقالات قيمة إخبارية».
والعلاقات بين البلدين بدأت منذ وقت مبكر، وكما يوضح (هارو إندو) : قائلًا «لا توجد دولة عربية أخرى لها صلة أكبر وأقوى من صلة عمان باليابان» ويقول في موضع آخر:« بإمكان عمان أن تصبح رفيقة اليابان في رحلتها طوال القرن العشرين » ويقول في موضع آخر :«بمقدور عمان أن تكون شريكا جيدا لليابان ».
*وأقول* لابد من الاستفادة من التجربة اليابانية في المجال العلمي فعمان تمتلك خامات علمية فائقة  متى ما أعطيت الفرصة أبدعت وتفوقت والامتداد الحضاري لعمان عبر تاريخها الطويل خير شاهد على ذلك وأفضل دليل  تلك البصمات العمانية التاريخية التي لازالت شاهدة على حضارة مدت ذرايعها أينما يممت  - إن كان في عمان أو في تلك البقاع التي وصلتها الصواري العمانية- وتتحدث عن تلك الانجازات التي شارك بها  العمانيون في صنع الحضارة الإنسانية، وأكاد أجزم بأن تلك القوة العسكرية والسياسية التي وصلت إليها عمان ما كانت لتصل إليها لولا أن قوة فكرية وعلمية كانت تحركها وتدفعها وقلعة جبرين التي كانت جامعة زمانها في فترة الإمام بلعرب بن سلطان خير شاهد على تلك الحقبة.
*الباحث كما أراه*
لقد قدّم الباحث الياباني عمان بشكل جذّاب إلى المواطن الياباني بشكل خاص ولمن يقرأ كتابه بشكل عام فعندما عقد الفصل الحادي عشر في كتابه المذكور  تجده بأنه لم يكتفِ بمجرد القراءة عن الأماكن التي روّج لها بل طار إلى مسندم وعايش التيّارات الهوائية والسياسية في مضيق هرمز  وخاض تجربة الحياة في صحراء الربع الخالي في الجزء العماني وقارن بين رمالها ورمال الشرقية ونزل وادي دوكة متتبعًا أشجار اللبان وصعد التلال الصخرية التي تحتضن الكهف الذي كان يخزن فيه اللبان لقد كان شغوفًا ومصمما على رؤية المنطقة التي يزرع فيها اللبان الحوجري-كما يقول- وكان قبل ذلك قد زار قلعة نخل التي تعرّف فيها على رجل عماني عندما همس له بكلمة يابانية(كونيتشيوا) أي كيف حالك؟ وكانت هذه الكلمة سببا في نشوء و امتداد العلاقة بينهما.
*إعجاب الباحث بسلوكيات عمانية*
نحن في عمان والدول العربية عندما نتحدث عن عن مسألة احترام القوانين والانضباط في مختلف مناحي الحياة كثيرًا ما نستشهد باليابان وسلوكيات شعبها
وأنظمتها المعمول بها هناك وهذه الأحكام نطلقها من خلال ما تنقله لنا المنصات الإعلامية كمثل الصورة التي قارن من خلالها الكاتب الياباني (نوتوهارا) في كتابه المعروف  (العرب وجهة نظر يابانية) ولكن لا بد من التوقف عند بعض السلوكيات التي شدّت انتباه الياباني (هارو إندو)  في عمان وتمنى أن لو وجدت في اليابان والحديث هنا عن السلوكيات التي تحدث في الطرقات مثل مساعدة أصحاب السيارات التي تتعطل في الشارع. وإرشاد التائهين ويقول :«جرت العادة أن يُعطي سائقو الشاحنات العمانيون للسيارات من خلفهم إشارة لإخبارهم بإمكان تجاوز الشاحنة بأمان وذلك عن طريق إشعال وامض المصباح الخلفي عندما يكون الطريق خاليًا من السيارات » وكان(إندو) قد كتب هذا الكلام تحت عنوان:(بلد أنفاسها طيبون).

0 التعليقات :

الـمـشـاركـات الشائعة - صحيفة الـفـهـرس الإلكتروني

 

عــن الــمــدون - صحيفة الفهرس الإلكتروني

الاشتراك في خدمة RSS من صحيفتنا

ادخــل بريدك الإلـكـتـرونـي:

تأكيد البريد الإلكتروني بعد الاشتراك

حـقـوق النشر محفوظة لصحيفة الـفـهـرس